{كُن كالماء له أبسط صيغة كيميائية،ولكنه يمثل أهم معادلة في الحياة }

تأخذنا الحياة في رحلات لا متناهيه في محطات يطول أو يقصر لقاؤنا فيها،لا تهمنا كثيرا عناوين تلك المحطات و بمن التقينا فيها و ماذا حدث فكل ذلك لن يكون مهماً يوما ما سوى للحظات عيشها،جُل السؤال الذي قد يطرأ على البال بعد الرحيل
مالذي قد أوجدته في نفسك تلك المحطات أو بماذا كنت تزود حقيبة سفرك في كل رحلة مغادره الى المحطة التي تليها؟

بين المكان واللامكان ،قد تبقى على عتبة الزمان،ضحية الهجر والنسيان،الى البعاد بلا ابتعاد،الى حُلم يرتجيه الاطمئنان،الى ساعاتٍ رملية قاسية المسار،صعبة الانحدار،طويلة الامد،كالعلاج الكيماوي في رجاء الخلاص ...

بين السؤال وحيرة الجواب ترى ماذا حقاً قد أوجدت فيك محطات الحياه؟
علمتني الحياه أن كُل حدث فيها خير،وأن كل محدثٍ فيها هو زاد الخير،منذ مهدي وحتى اليوم اخذتني الحياه في محطات كثيره تزيد عددا عن سنين عمري،و شعوراً أكبر من الغشاء الذي يحيط بقلبي،كل محطة فيها لها ذوقها الخاص بين حزن و سعاده بين فقد و امتلاك بين وجدانية و ضياع و بين حب وكراهيه
علمتني الحياه خلال السنين الماضيه انها بائسه أن استقرت يوماً ما على ذات الحال وأنه سيموت الاشتياق فيها مالم يولد الحرمان و ستهدم العزيمه لو كانت الطرق مسهلة الأحلام،و ستخور قواي كما يذوب الثلج تحت أشعة الشمس أن كانت كلها تسهيلات...
علمتني الحياه ألا أطيل البقاء على رصيفها في انتظار البدء لربما كان طريق الحياه هو الأوحد الى الان الذي وجدت قواعده قابله للانكسار و طرق الخوف والتحذيرات فيها محض علامات ضوئيه يتبعها العامة من الناس .
علمتني الحياه ان لا أكون رقماً تستطيع أن تجني منه الحياه بل أكون صفراً تخسر في مواجهتي العثرات،انا صفر لا حدود تقيدني ولا اعداد تنافسني ولا تصنيف أُوضع فيه ولا قيمة مهما كبُرت أو صغرت تستطيع مجارات عنادي و قوتي...



"أَوَليّسَ اللّٰهُ أَعلمُ بِمَا فِيَ صَدُورّ العَالمِيّنَ"

لربما استشعرت هنا السر في الحياه،السر الذي يجعلك تخطو طريقا بلا التفات للآخرين،السر الذي يجعلك لا تنكسر لإحباطات الأقربين إليك،ما دمتَ قريباً من الله في الحياه لا سبب يجعلك تنتظر نجدة احدهم،أنت شخص مُختلف خلقك الله أعجب المخلوقات في الأرض وهل لمخلوق قدره أن يكسر بك ضلع مالم يكتبه الله لك؟
أعداد البشر تتساقط عن الأرض يوماً بعد يوم لحظة بعد لحظه إذا ليس هنالك من سيبقى دائماً بجانبك مهما كان أثره وليس هنالك من ستديمه الحياة لأذيتك مالم تضع ذلك بمخيلتك،علمتني الحياه أن الطريق فيها يكاد يكون واضحا مالم نُوجد نحنُ التعرجات فيها علمتني الحياه أن أقف لأمر وضعه الله بقلبي بينما ينزل الجميع رؤوسهم باستهتار علمتني الحياه أن أنطلق متى ما وُضعت العزيمة بقلبي بينما اختار الجميع الانتظار
علمتني الحياه أن لا بشر ، لا ظروف ،لا بلاد ،لا أماكن، لا أحزان ،لا صدمات ،ولا شعور ،لاشيء يستطيع إيقافي مالم أسمح له بذلك ...

تذكّر أنك تستطيع تغيير قوانين العالم و مسارات الطبيعه متى ما أردت ذلك لا شيء يُوقفك 💡.

انت مختلف في صفاتك في عبقريتك في كل مكونٍ يحوم في جسدك،لا أحد سيفكر مثلما تُفكر،ولا أحد سيشعر أبداً كما تشعُر،لذا لا تنتظر رداً من الأشخاص ولا شيئاً من الحياه فالزمان يجري ولن يقف لأجلك،والفُرص تُسرق ولن يخبئها أحد لأجلك لذا أمضِ قوياً وإن كُسرت عُد أقوى و الأهم لا تنتظر من أحدٍ أن يعيد شتاتك والأهم إبتسم فالله يعلم ما بقلبك إذاً فالتسقط الأصوات الرنانة في الأرجاء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إضطراب 🎭